لماذا يجب شطب النادي المصري؟

  قد يري البعض مبالغة في العبارة وقد لا يقبل بعض البورسعيدية فكرة نهاية فريقهم المعشوق وقد يتعاطف الكثيرون، وأنا منهم، مع اللاعبين والأجهزة ال

الخطيب يرفض الاحتفال بعيد ميلاده الستيني
بيان شديد اللهجة : الأهلي يهدد بالاستعانة بحكام اجانب لمبارياته
اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية في الأهلي

 

قد يري البعض مبالغة في العبارة وقد لا يقبل بعض البورسعيدية فكرة نهاية فريقهم المعشوق وقد يتعاطف الكثيرون، وأنا منهم، مع اللاعبين والأجهزة الرياضيةداخل النادي وقد يدعي آخرون أن بهذا القرار يدفع الأبرياء ثمن الجريمة المتوحشة.. ولكن.

بداية كلامي ليس محاولة لشفاء غليل الملايين من المصريين (وليس الأهلاوية فقط) ممن “عندهم دم” ولكنه اقتراح عملي له بعض السلبيات ويصاحبه الكثير من الحلول المفيدة في رأيي الشخصي.

كما أنني اتفق تماما مع من يحمل قوات الأمن (أو شوية الكراسي اللي كانوا لابسين زي الأمن) المسئولية مع المجلس العسكري وقيادات بورسعيد وأوقن أن الجريمة مدبرة وبحنكة.

ولكني أيضا اتفق مع الزميل ضياء الدين محمد بأن الجمهور المتعصب من أبناء بورسعيد يتحمل الجزء الأكبر من المسئولية ولذا يجب التعامل مع الموقف بحزم لعل وعسي أن نجتاز مرحلة “سباق السلاحف” ونري قرارا إيجابيا من المسئولين في مصر ولو لمرة واحدة قبل أن نموت!

ولن أتطرق لحلول سياسية وسأكتفي بالاقتراح المتعلق بالرياضة (أو ما تبقي منها) وما هي النتائج المترتبة علي إلغاء نشاط كرة القدم في النادي المصري البورسعيدي ولو لأجل مسمي.

أولا: الجمهور البورسعيدي

نحن نسعي للفصل بين بورسعيد والنادي المصري لأن التعميم مرفوض وأعلم أن هناك آلاف البورسعيدية في غاية الحزن بسبب المأساة، لكني في نفس الوقت أدرك أن هذا الفصل لا يمكن تحقيقه إلا بقرار حازم ضد النادي علي اساس أن التضحية بفريق كرة أهون من إعلان الحرب علي المدينة التي هي جزء من الوطن.

قرار الشطب سينزل مثل الصاعقة علي جماهير بورسعيد وهنا ستظهر مشكلة لا مفر منها وهي أن “جمهور الكرة الحقيقي” من أبناء المدينة الساحلية سيٌحرم من شئ عزيز عليه بسبب مجموعة من المجرمين.

نعم قرار قاسي.. لكن إذا ما نظر أولئك الشرفاء إلي حال البلد قبل متعتهم الشخصية، فمن المؤكد أنهم سيضعون “مصر قبل المصري” وسيتحملون الأمر ولو لفترة حتي تهدأ الأمور تماما (وقد لا يتحقق هذا قبل سنوات عدة)، كما أنني أعتقد أن “ماحدش ليه نفس يشجع كورة” بعد ما حدث ولهذا قد لا تكون مشكلة كارثية.

ولنا في يوفنتوس عبرة، فالفريق الإيطالي (الذي لا يٌقارن إسمه بالنادي المصري البورسعيدي مع احترامنا للأخير) هبط للدرجة الثانية في 2006 بعد ما تورط في ماهو أهون بكثير من قتل 74 نفسا، وكان هذا ثمنا طبيعيا دفعه العملاق الأوروبي لجريمة التلاعب بالنتائج.

أما الجزء الآخر من الجمهور البورسعيدي وهم المتعصبون، فإن قرار مثل هذا سينسيهم كرة القدم وهو المطلوب، وبذلك نكون قد قدمنا لهم خدمة بأن خلصناهم من المرض النفسي الذي سيطر عليهم ليحل محل التشجيع.

وسيشكرنا (الفيفا) بأن خلصنا الملاعب من أحد الفيروسات القاتلة التي تحول اللعبة الجميلة إلي حرب دامية إذا سنحت لها الفرصة كما حدث في استاد بورسعيد.

وبالمناسبة الهبوط للدرجة الثانية فقط كحل وسط لن يجدي نفعا لأن المنافسة دامية في الممتاز (ب) من أجل الصعود، كما أن تأمين المباريات يكون علي مستوي أقل.. علي الرغم أني لا أتخيل أقل ولا أسوأ من المستوي الأمني الذي رأيناه!

ثانيا: جمهور الأهلي

شطب فريق النادي المصري، ولو مؤقتا، من خريطة الكرة المصرية قد يكون بمثابة رد جزء بسيط من الاعتبار لجماهير الأهلي، التي شئنا أم أبينا تمثل أكثر من نصف القاعدة الجماهيرية في مصر وإطفاء غضبها المبرر لن يعتبر تحيزا ضد المصري بقدر ماهو محاولة لتحقيق العدالة.

كما سيكون القرار بمثابة عبرة لكل جماهير أندية مصر (بما فيها الأهلي) وبالتالي سيفكر المشجع المتعصب ألف مرة قبل النزول إلي أرض الملعب، المشهد الذي رأيناه أكثر من 3 مرات في اقل من 9 أشهر في ملاعبنا.

وأيضا سيريح القرار الملايين من احتمال مشاهدة كابوس آخر في كل مرة يلعب فيها الأهلي مع المصري حتي ولو كانت المباراة مؤمنة من قبل القوات الخاصة الأمريكية!

لن تأتي إلي الأذهان فكرة “أهلاوية ومصراوية” بل وقد يكون القرار بمثابة إنقاذ للبورسعيدية من احتمال مواجهة أهلوية متعصبين يريدون الثأر في يوم من الأيام، وبالمناسبة فإن الخوف كل الخوف ان يتخطي عدد الضحايا من بورسعيد أضعاف ما فقدنا من مواطنين أبرياء إذا ما حدث هذا التصادم لا قدر الله.

ثالثا: اللاعبين والأجهزة المصراوية

أدرك تماما أن قرار مثل هذا قد يضع الكثير من الأبرياء “في الشارع” وهذا لا يسعد أحد خاصة إذا وضعنا في الحسبان مصير الناشئين بالنادي الأخضر.

بالنسبة للاعبي الفريق الأول فإن المسألة لن تكون صعبة جدا لأنه سيتم توزيعهم تلقائيا علي اندية الدوري الممتاز تماما كما سيحدث لو هبط الفريق للدرجة الثانية، وبالتالي لن “يٌقطع عيش أحد”.

ولا أعتقد أن أحدا من اللاعبين سيشعر بالأسى علي ترك النادي ببساطة لأنه لا يشرفه بعد الآن أن يرى الأعلام الخضراء الملطخة بدماء الأبرياء ترفرف بتشجيعه في المدرجات، حتي ولو كان حامل هذا العلم من البورسعيدية الشرفاء.

أما بالنسبة لقطاع الناشئين والمدربين فهو أمر مؤلم ولا أجد ما سيعوض هؤلاء في حال شطب النادي المصري ولكن لا مانع في أن تستمر أكاديمية كرة القدم بالإضافة إلي إمكانية اشتراك فرق الناشئين في دوريات المناطق بعيدا عن المواجهات الجماهيرية.

بهذا لن يتم تدمير قطاع الناشئين ولن بجد الناشئ المتميز صعوبة في اللحاق بناد آخر في سن معينة وفي نهاية المطاف فإن لاعبي الفريق الأول بالمصري من أبناء النادي يمكن عده علي أصابع اليد الواحدة.

أخيرا، رغم محاولتي لإيجاد حل فلا استبعد أن يأتي المسئولون بقرارات من نوعية “غرامة مالية” و “أرض محايدة” و “بدون جمهور” و”خارج بورسعيد”.. وقتها سأوقن أننا لازلنا في مرحلة “لقد طلبت من الحكومة تقديم استقالتها”!

ملحوظة: حق من قُتل لن يعود في هذه الحياة بأي حال من الأحوال لأن ما أُزهق من الأرواح لا يعوض ولكن علي “سفاحي استاد بورسعيد” أن يعلموا أن إطفاء الأنوار وقت الجريمة لن يعجز من يري كل شئ من فوق سبع سماوات ولذلك فإن الحق سيرجع لا محالة في يوم من الأيام.

منقول من موقع فى الجول

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: 0